لم تعد أسباب السمنة المفرطة لغزًا محيرًا كما كانت في السابق، فمع ظهور الأدوات الطبية الحديثة والمعدات المتطورة، أصبح من السهل اكتشاف العوامل التي من شأنها إحداث تغيرًا كبيرًا في الوزن، وفي السطور التالية نستعرض أسباب السمنة المفرطة وعلاجها التي تؤدي إلى زيادة ملحوظة بالوزن، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منها.
السمنة المفرطة
يُطلق الكثيرون على السمنة المفرطة مرض العصر، فهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين عدد كبير من الأشخاص، سواء كانوا رجال أو نساء أو حتى أطفال، وهي تنشأ نتيجة العديد من الأسباب، وتتمثل في تراكم الدهون بالجسم، وعلى الرغم من أن دهون الجسم ليست مرضًا، وإنما ارتفاع نسبتها بالجسم تحدث الكثير من التغيرات، سواء على الحالة الصحية أو النفسية أو البدنية، ومن الممكن أن تسوء تلك التغيرات بمرور الوقت، ويترتب عليها مضاعفات خطيرة.

أسباب السمنة المفرطة
أسباب السمنة المفرطة عديدة ومتشعبة، وقد تصل البعض منها إلى حد التعقيد، ولكن ما يمنح الكثيرين أملًا كبيرًا في التخلص من تلك المشكلة هي جراحات إنقاص الوزن، تحت إشراف الدكتور مطر، والذي يعتبر من أفضل جراحي السمنة المفرطة، حيث يحدد نوع العملية المناسب، وفقًا لحالة المريض، وما يترتب عليها من آثار ومضاعفات يمكن لجسم المريض أن يتحملها.
كم وزن السمنة المفرطة؟
“كم وزن السمنة المفرطة؟” إحدى التساؤلات التي يطرحها كل من يرغب بالتأكد مما إذا كان يعاني من السمنة المفرطة أم لا، وفي حقيقة الأمر، يتم تحديد معاناة المرضى من هذا المرض من خلال حساب مؤشر كتلة الجسم، وهو عبارة عن متوسط وزن الجسم مقابل متوسط طول الجسم، وعادًة من يرتفع لديه مؤشر الكتلة عن 30 كيلوغرام، فهو يعاني من السمنة.
ليس هذا مؤشرًا مطلقًا، فقد يمتلك البعض وزنًا طبيعيًا، ولكن نسبة الدهون بالجسم مرتفعة، وهذا يعني احتمالية الإصابة بنفس المخاطر والمضاعفات التي قد يعاني منها كل من ارتفع مؤشر كتلة الجسم لديهم عن الحد المسبوق ذكره.
أسباب السمنة وعلاجها
أسباب السمنة المفرطة وعلاجها مختلفة ومتعددة، فمنها ما هو راجع إلى الجينات والعوامل الوراثية، ومنها ما هو متعلق بالأسلوب والنمط الغذائي للمرضى، ومنها نتيجة تناول الكثير من الأدوية التي تحمل بعض الآثار الجانبية المتعلقة بالسمنة، وفي السطور التالية نتعرف سويًا بشيء من التفصيل عن كل أسباب السمنة المفرطة، وهي كالآتي:
1- الوراثة
تؤثر الجينات على قابلية اكتساب الوزن، فعادًة ما يرجع السبب في الإصابة بالسمنة المفرطة إلى أحد الأقارب من الدرجة الأولى، مثل الأب أو الأم، كذلك قد يساهم تغيّر أسلوب الحياة والنمط الغذائي في اكتساب مزيدًا من الوزن الزائد.
2- الإعلانات والدعاية للأطعمة الصناعية
يلعب التسويق والإعلانات دورًا مؤثرًا في انتشار الأطعمة الصناعية ذات المواد الحافظة، بل تساهم في تكوين صورة ذهنية لدى البعض على أنها من ضروريات الغذاء، وبالطبع نسبة العناصر الغذائية الطبيعية في تلك المكونات تكاد تكون معدومة، وهو ما يفسر اللذة التي تتمتع بها هذه المنتجات، فضلًا عن قلة أسعارها.
3- الأطعمة السريعة
الأطعمة السريعة تعتبر من أسهل أسباب الإصابة بالسمنة المفرطة، نظرًا لتوافرها بكل مكان، وهو ما يتيح إمكانية الوصول إليها بسهولة، بالإضافة إلى كونها حل بديل لمن يشعر بالملل تجاه الأكلات الطبيعية والصحية، كذلك فهي تعتبر إدمانًا للبعض، وذلك بسبب احتوائها على السكر والدهون والقليل من الألياف وغيرها من المواد التي تجعل البعض يتضور جوعًا حتى بعد تناولها.
4- السكر
يُطلق على السكر السم الأبيض، نظرًا للأضرار الجسيمة التي تلحق بالكثير من الأشخاص الأصحاء، فالسكر عبارة عن نصف جلوكوز ونصف فركتوز، الأول يتم الحصول عليه من الأطعمة، والثاني من السكر المضاف، وتزداد كتلة الجسم نتيجة ارتفاع معدل الفركتوز بالشكل الذي يجعل البنكرياس عاجزة عن التصدي إليها، مهما أنتج مستويات مرتفعة من الأنسولين بالدم.
5- العوامل النفسية
القلق والاكتئاب وسوء الحالة النفسية من الأمراض الشائعة التي يعاني منها البعض، والتي تعتبر من أهم أسباب السمنة المفرطة، إذ تحفز لديهم غريزة تناول الطعام بكثرة، خاصًة الذي يحتوي على نسب عالية من الدهون والسكر، حيث يمنح العقل المتعة والسعادة التي يفتقد إليها، وتجعل المريض يشعر بالراحة والطمأنينة، بل وفي بعض الأحيان يكون هو العلاج الوحيد للحزن والاكتئاب.
6- خلل الهرمونات
واحدة من أسباب السمنة عند النساء تحديدًا، إذ تساعد الهرمونات في التحكم بالجوع والشبع، وذلك من خلال إرسال إشارات معينة إلى المخ، ولكن نتيجة أسباب مختلفة، قد يصيب هذه العملية بعض الخلل، وهو ما قد يزيد من شهية البعض، ويجعل المريض غير قادر على التوقف عن الطعام.
يعتبر اللبتين من أهم الهرمونات التي تتحكم في مستوى السمنة، وهو عبارة عن هرمون يتم إنتاجه عن طريق الخلايا الدهنية، وتزداد مستوياته مع زيادة كتلة الدهون، وعندما يعمل بشكل صحيح، يبدأ بإرسال إشارات إلى المخ بضرورة التوقف عن الطعام، وذلك في حالة وجود مخزون مناسب وصحي من الدهون، أما الذين يعانون من اضطراب هرمون اللبتين، فإن العقل يفشل في إرسال الإشارات التي يتوقف المريض بمقتضاها عن تناول الطعام.
7- تناول بعض الأدوية
قد تساهم بعض الأدوية التي يحرص المريض على تناولها باستمرار في اكتساب وزن زائد بمرور الوقت، مثل أدوية علاج الاكتئاب والأدوية المضادة للنوبات وأدوية السكر وغيرها، فهذه الأدوية لا تؤثر فقط على شهية المريض، وإنما تحدث خللًا كبيرًا في إشارات المخ المتعلقة بالجوع والشبع.
8- العجز
المرضى العاجزين عن الحركة من ذوي الإعاقات الجسدية هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة، نتيجة عجزهم عن الحركة وتغيير وضعية جلوسهم المستدامة، وعدم بذل أي مجهود في سبيل التخلص من الدهون المتراكمة بالجسم.
9- تغيرات بيئة العمل
التطور التكنولوجي الذي نعيشه في الفترات الأخيرة ساهم بشكل كبير في زيادة أعداد العاملين بالمكاتب، وهو ما يترتب عليه قضاء أوقات عمل طويلة على الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر، وتشير إحدى الدراسات أنه كلما طالت مدة الجلوس، قل النشاط البدني، وأحس الجسد بالإرهاق.
أسباب السمنة عند الرجال
تتعدد أسباب السمنة عند الرجال نتيجة عوامل مختلفة تشمل العادات الغذائية ونمط الحياة. من أبرز الأسباب الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل الدهون والسكريات، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني نتيجة نمط الحياة المكتبي أو قضاء فترات طويلة أمام الشاشات.
كما تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بالسمنة، إلى جانب اضطرابات هرمونية مثل انخفاض مستوى التستوستيرون، الذي يمكن أن يؤثر على معدل حرق الدهون. التوتر والضغوط النفسية من الأسباب التي تدفع البعض إلى الإفراط في تناول الطعام كوسيلة للتخفيف من القلق. علاوة على ذلك، تؤدي قلة النوم واضطراباته إلى تغيرات في هرمونات الجوع والشبع، مما يزيد من خطر السمنة.
اضرار السمنة المفرطة
مثلما تعددت أسباب السمنة المفرطة عند النساء وكذلك الرجال، تتنوع كذلك أضرارها ومضاعفاتها، فهي أشبه بالأمراض الخبيثة في خطورتها وحدتها، وهو ما يلزم الإسراع في البحث عن حلول لها، وتشمل اضرار السمنة المفرطة على الآتي:
- زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري، وما يصاحبه من أمراض.
- الشعور بآلام شديدة في المفاصل.
- الإصابة بآثار سلبية على البشرة.
- تساقط الشعر.
- صعوبة التنفس أثناء النوم.
- ارتفاع احتمالية الإصابة بالنقرس.
- الإصابة بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية، مما قد يصل لدى بعض الحالات إلى حد الانتحار.
أضرار السمنة للنساء
السمنة عند النساء تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية، حيث ترتبط بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة. من أبرز أضرارها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. كما تؤدي السمنة إلى اضطرابات هرمونية قد تسبب مشاكل في الدورة الشهرية وتؤثر على الخصوبة. كما تزيد السمنة من خطر الإصابة بمرض السكري.
لذلك، الحفاظ على وزن صحي من خلال النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني يعد امراً حيوياً للوقاية من هذه الأضرار وتحسين جودة الحياة.
علاج السمنة المفرطة
معرفة أسباب السمنة المفرطة تعتبر الخطوة الأولى في خطوات العلاج، أما الخطوة الثانية فهي تعتمد على اختيار طبيب متخصص، يبدأ بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، واختيار طريقة العلاج الأنسب، ويعتبر الدكتور محمد مطر هو أفضل طبيب متخصص في علاج السمنة المفرطة، فهو يمتلك من الخبرات والكفاءة الطبية ما يجعله مؤهلًا لاختيار طريقة العلاج التي تتماشى مع حالة المريض. وإلي كل من يبحث عن طريقة علاج السمنة بسرعة، نقدم النقاط التالية:
1- تغيير النمط الغذائي
ينبغي على المريض إجراء بعض التعديلات على نمط غذائه، سواء كان من حيث كمية الطعام التي يتناولها، أو تغيير نوع الطعام نفسه، إذ ينصح الدكتور مطر مرضاه بتناول الفواكه والخضراوات والبقوليات والحبوب، لأنها تحتوي على نسب أقل من الدهون، ونسبة أعلى من الألياف والمعادن، وهو ما يساعد المريض على الشعور بالشبع في وقت أسرع وبكميات أقل.
2- زيادة النشاط البدني
من ضمن طرق علاج السمنة المفرطة زيادة النشاط البدني وإجراء بعض التمرينات الرياضية لإنقاص الوزن، مثل المشي أو الجري لمدة لا تزيد عن 30 دقيقة، لمدة 5 أيام فقط في الأسبوع، مع الحرص على تناول الأطعمة الغذائية.
3- تناول بعض الأدوية
ربما تناول أدوية سد الشهيّة ليست الحل المثالي للبعض، ولكنها للبعض الآخر هي الحل الوحيد، فالكثير من المرضى يصعب عليهم التحكم في الإشارات والهرمونات الخاصة بالجوع والشبع، وهي المهمة التي تهتم هذه الأدوية بالقيام بها.
4- جراحات السمنة
يقوم الدكتور مطر بإجراء جراحات السمنة في حالة ارتفاع مؤشر كتلة الجسم للمريض عن 35 كيلوغرام، فهي تعتبر من الحلول المجدية للغاية على المدى القريب والبعيد، فمهما كانت أسباب السمنة المفرطة، العمليات تحدث تغيّرا جذريًا في شكل المعدة، وهو ما يترتب عليه تقليل كمية الطعام المتناولة، وبالتالي انخفاض نسبة السعرات الحرارية التي يتم حرقها، بالإضافة إلى تقليل مستويات الهرمون المسئول عن الجوع.
كيفية الوقاية من السمنة
بدلًا من الحلول الجراحية والأنظمة الغذائية القاسية، وبذل نشاطًا بدنيًا قد يكون حملًا ثقيلًا على البعض، يبحث الكثيرون عن كيفية الوقاية من السمنة، واختصار الكثير من الوقت والجهد في معرفة وتحليل أسباب السمنة المفرطة، والتوصل إلى حلول لها، وتشمل نصائح الحفاظ على الوزن وتجنب الإصابة بالسمنة على الآتي:
- الامتناع عن تناول الوجبات السريعة والمجهولة المصدر.
- الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون.
- التوقف عن بعض العادات الاجتماعية السلبية، مثل التدخين أو شرب الكحوليات.
- تناول الخضراوات والفواكه والمواد التي تحتوي على الألياف والمعادن والفيتامينات.
- المشي لمدة 30 دقيقة فقط على الأقل يوميًا.
الآن، وبعد التعرف على أسباب السمنة المفرطة وعلاجها وكيفية الوقاية منها، أصبح من السهل التحكم في العوامل التي من شأنها أن تساهم في زيادة الوزن، كذلك الحد من الآثار السلبية الناتجة عنها، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة.