يعد فتق الحجاب الحاجز من المشاكل الشائعة التي تسبب إزعاجًا عند بعض ممن يعانون منه، وتوجد بضعة أساليب علاجية أولًا قبل الخضوع للجراحة، وفي هذا المقال، سنسلط الضوء على أهم الأسئلة الشائعة لفهم عملية فتق الحجاب الحاجز، فاقرأ ما يلي.
ما هو فتق الحجاب الحاجز؟
قبل التعرف على تفاصيل العملية الجراحية، من الضروري التطرق لمعرفة بعض تفاصيل المشكلة أولًا.
يعتبر الحجاب الحاجز جدارًا عضليًا يفصل الرئتين، أو تجويف الصدر عن محتويات منطقة البطن، ووظيفته الأساسية هي المساعدة في عملية التنفس، ولكن في بعض الأحيان، ولأسباب مختلفة، يحدث ضعف في هذه العضلة مسببة انبعاج الجزء العلوي من المعدة عبر الفتحة إلى تجويف الصدر، وقد يؤثر ذلك على عملية التنفس عند بعض الحالات المتقدمة بسبب الضغط على الرئتين.
هل فتق الحجاب الحاجز يسبب ضيق في التنفس؟
يعد ضيق التنفس من الأعراض الأكثر شيوعًا لفتق الحجاب الحاجز، وتختلف شدته تبعًا لحجم الفتق، فإذا كان الفتق كبيرًا جدًا، قد يشعر المريض بصعوبة التنفس حتى في أوقات الراحة، أما إذا كان الفتق متوسطًا، سيشعر المريض بضيق التنفس عند بذل مجهود كالجري أو صعود السلالم.
هل فتق الحجاب الحاجز يسبب انتفاخ البطن؟
اعتمادًا على نوع الفتق الذي يعاني منه المريض، قد يعاني من أعراض مثل التجشؤ، ويجب الحصول على الاستشارة الطبية العاجلة عند عدم القدرة على إخراج الريح أو البراز، أو عند الشعور بآلام شديدة في البطن، أو القيء.
ما هي عملية فتق الحجاب الحاجز؟
تهدف جراحة فتق الحجاب الحاجز إلى إرجاع المعدة مرة أخرى إلى مكانها الطبيعي في تجويف البطن، وتصغير الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز قدر الإمكان، وعادة ما تجرى هذه العملية بطريقتين، إحداهما هي الجراحة المفتوحة، أما الأخرى فهي عملية فتق الحجاب الحاجز بالمنظار، وفيما يلي توضيح بسيط للفرق بين الطريقتين:
- الجراحة المفتوحة: يصنع الطبيب في هذا الإجراء شقًا جراحيًا كبيرًا في منطقة البطن، وثم يُصلح الفتق، ويُعيد المعدة إلى مكانها في تجويف البطن، إلا أنه يحمل مخاطر أكبر مقارنة بجراحة المنظار.
- عملية فتق الحجاب الحاجز بالمنظار: يصنع الطبيب عدة شقوق صغيرة في منطقة البطن، ومن خلالها يُدخل منظار البطن، وهو عبارة عن أنبوب رفيع مزود بضوء وكاميرا، حيث تُعرض الصورة على شاشة خاصة، مما يمكّن الطبيب من إصلاح الفتق، وتعد جراحة المنظار إجراءاً شائعاً هذه الأيام لتمتعها ببعض المزايا مقارنة بالجراحة العادية، مثل انخفاض خطر الإصابة بالعدوى، وعدم تركها لندوب كبيرة، وسرعة فترة الشفاء، والحد من الألم بعد العملية.
متى يجب إجراء جراحة الفتق؟
لا تستلزم كل حالات فتق الحجاب الحاجز تدخلًا جراحيًا، ففي بعض الحالات، قد لا تظهر أعراض، أو تظهر الأعراض طفيفة متمثلة فقط في حرقة المعدة وارتجاع الحمض، وهي مشاكل قد يمكن السيطرة عليها بالأدوية الطبية، وإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، ومع ذلك قد يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لمنع حدوث المضاعفات، وذلك عندما:
- يعاني المريض من أعراض شديدة تؤثر بالسلب على جودة الحياة.
- لا تستجيب الأعراض للعلاج الدوائي.
- ارتفاع خطر اختناق الفتق، وهي حالة خطيرة تنقطع فيها إمدادات الدم عن أنسجة الفتق.
- يعاني المريض من نزيف أو تقرحات أو ضيق في المريء.
- تفضيل المريض للتدخل الجراحي عن العلاج بالأدوية.
كم ساعة تستغرق عملية فتق الحجاب الحاجز؟
عادة ما تستغرق العملية بين ساعتين إلى ثلاثة ساعات، وتُجرى تحت تأثير التخدير الكلي، بحيث لا يشعر المريض بأي ألم.
كم نسبة نجاح عملية فتق الحجاب الحاجز؟
تبلغ نسبة نجاح جراحة فتق الحجاب الحاجز حوالي 85 – 90%، ويعتمد ذلك على خبرة الطبيب وكفائته.
متى التعافي بعد جراحة فتق في الحجاب الحاجز؟
سؤال كثير ما يتردد على مسامع الأطباء وهو ” كم مدة الشفاء من عملية الفتق؟” وتتمثل إجابته فيما يلي:
غالبًا، لا يشعر المرضى بألم شديد بعد الخضوع لعملية فتق الحجاب الحاجز بالمنظار، لكنهم قد يشعرون بعدم الراحة، أو الضيق في منطقتي الصدر والبطن، وقد يعانون من صعوبة البلع لفترة قصيرة بعد العملية.
ويستغرق التعافي من العملية ما بين 6 أسابيع إلى 12 أسبوع، وخلال تلك الفترة من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب للوقاية من أية مضاعفات وتسريع فترة الشفاء، ويوصي الدكتور محمد مطر -استشاري جراحات السمنة والمناظير- مرضى فتق الحجاب الحاجز باتباع النصائح التالية بعد العملية:
- تنظيف منطقة الجرح يوميًا بالماء والصابون العادي.
- تجنب نزول حمامات السباحة وأحواض الاستحمام الساخنة.
- ممارسة رياضة المشي كلما أمكن، للوقاية من تكون الجلطات الدموية في الساق.
- ممارسة تمارين التنفس التي يوضحها الطبيب لتقوية عضلات الحجاب الحاجز.
- تجنب رفع الأحمال الثقيلة في الأسابيع الثلاث الأولى بعد العملية.
- تجنب قيادة السيارة لمدة 7-10 أيام بعد العملية.
- تناول مسكنات الألم التي يصفها الطبيب في الأيام الأولى بعد الجراحة.
ماذا يأكل مريض فتق الحجاب الحاجز؟
توجد بعض الأطعمة التي ينبغي على مريض فتق الحجاب الحاجز تجنبها في نظامه الغذائي للسيطرة على أعراض فتق الحجاب الحاجز، ومن أهمها الأطعمة التي تزيد من ارتداد الحمض أو تسبب الانتفاخ، مثل:
- الفواكه الحمضية، كالعنب والبرتقال والتوت والليمون.
- الشوكولاتة والقهوة والشاي والكحول.
- الأطعمة المقلية والحارة.
- البصل والثوم.
- النعناع.
- الأطعمة التي تحتوي على صلصة الطماطم.
- المشروبات الغازية.
- منتجات الألبان.
أما بعد الخضوع للعملية، يعد النظام الغذائي أحد الدعائم التي يرتكز عليها نجاح العملية، ولذلك من الضروري اتباع تعليمات الطبيب بهذا الشأن، وإليك بعض النصائح العامة:
- شرب الكثير من السوائل بعد الجراحة، ثم التحول تدريجيًا إلى الأطعمة سهلة المضغ وفقًا لجدول زمني يحدده الطبيب.
- تناول عدة وجبات صغيرة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة خلال اليوم.
- تجنب الأطعمة التي تسبب الانتفاخ والغازات.
هل يمكن التعايش مع الفتق؟
لا يمكننا التنبؤ أو الجزم بإجابة نعم أو لا عن هذا السؤال، فبعض الحالات يمكنها التعايش مع الفتق لمدة تطول أو تقصر وفقًا للأعراض التي يسببها، وفي حالات أخرى قد تستلزم الأعراض تدخلًا جراحيًا عاجلًا للحفاظ على حياة المريض، ويجب عدم التردد في استشارة الطبيب في حال كنت تعاني من أعراض فتق الحجاب الحاجز لمساعدتك على اتخاذ القرار الأنسب.
هل يمكن أن يرجع الفتق بعد العملية؟
على الرغم من أن عملية فتق الحجاب الحاجز هي عملية ناجحة في معظم الحالات، إلا أن احتمالية عودة الفتق لا تزال قائمة، حيث تبلغ نسبة الحالات التي تعاني من فتق الحجاب الحاجز مرة أخرى حوالي 30%.
هل فتق الحجاب الحاجز يسبب فقدان الوزن؟
نعم، ترتفع احتمالات فقدان الوزن خلال الأسابيع الأولى بعد العملية، ويستمر الوزن في النزول لفترة، وقد يضع الطبيب نظامًا غذائيًا للحفاظ على الوزن بعد العملية.