يشعر المريض بعد الخضوع لعمليات السمنة بالتوتر والخوف، بسبب التفكير في شكل حياته الجديدة بعد العملية، وهنا يأتي دور الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة لتهيئة المريض
لنظام حياته الصحي الجديد.
أهمية الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة
يؤكد الدكتور محمد مطر -استشاري جراحات السمنة والمناظير- أهمية الدعم النفسي للمريض قبل وبعد الخضوع للعملية الجراحية، إذ يساهم في نجاح العملية بصورة كبيرة، ويشير إلى وجود بضعة مراحل يتبعها المتخصصون لتحسين صحة مريض السمنة النفسية وتشجيعه على الاستمرار، وتتضمن مراحل الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة ما يلي:
المرحلة الأولى
تسمى المرحلة الأولى بمرحلة الوعي، حيث يتعرف المريض فيها على النمط الحالي للأسلوب الغذائي، وما هو النظام الغذائي الصحي الواجب اتباعه للوصول إلى النتائج المرجوة، وفي أثناء هذه المرحلة، يعمل المتخصصون على تعزيز الدوافع عند المريض، وتحفيزه، وتذكيره بأهدافه ووضعها نُصب عينيه، والبدء في اتخاذ خطوات جادة لهذا المنوال.
المرحلة الثانية
وهي مرحلة ملاحظة النتائج، وذلك عن طريق توعية المريض وتحفيزه على تغيير العادات الغذائية السيئة بعادات أخرى تساعده في تحقيق الهدف المرجو الوصول له، كما يتم توعية المريض بالأخطاء الشائعة التي ترتكبها كل من يعانون من السمنة المفرطة، ألا وهو الشعور المزيف بالجوع الذي يؤدي إلى تناول الطعام بشراهة دون الحاجة إلى تناوله، وفي أثناء هذه المرحلة، يعمل الطبيب مع المريض على فهم مستويات الشعور بالجوع وكيف يفرق بين الجوع الحقيقي والكاذب.
المرحلة الثالثة
وهي مرحلة “أسلوب الحياة”، إذ يغيّر المريض من عاداته الغذائية السيئة للأبد، ويبدأ باتباع نمط حياة أكثر صحية، ويتعلم كيفية إدارة تغيراته المزاجية، والتحكم في شهوة الجوع، كما أوضحنا في الفقرة السابقة.
عوامل الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة
يشير الدكتور محمد مطر إلى وجود عوامل تساعد المريض على تجاوز محنته النفسية في الفترة الأولى بعد العملية، وتتضمن عاملين أساسيين، وهما:
العامل الأول
ويعتمد هذا العامل على أهل المريض، إذ يعتبر تشجيع الأهل والأصدقاء أحد أهم العوامل المؤثرة على نفسية المريض، خاصة أثناء فترة الشفاء والتعافي بعد العملية، ويساعده أيضًا على الالتزام الحرفي للتعليمات.
العامل الثاني
وهو عامل يعتمد على الفريق الطبي، ويجب عليهم مراعاة الآتي:
- مساعدة المريض في اكتشاف الأسباب وراء الأكل العاطفي (ارتباط مشاعر المريض بتناول الطعام، سواء كانت هذه المشاعر سلبية أو إيجابية).
- معرفة أسباب عدم اهتمام المريض بصحته، وعدم وضعها في أولوياته.
- التعرف على أنماط التفكير الخاطئ عند المريض، وتصحيحها.
- مساعدة المريض على التعرف على هواياته المفضلة لتشغل أوقات فراغه مما يساعده على عدم اللجوء إلى تناول الطعام في غير مواعيده.
- مساعدة المريض على إدارة مشاكله، والوصول لطرق فعالة في السيطرة وإدارة مشاعره.
- خلق علاقة إيجابية بين جسم المريض ومشاعره، عن طريق فهم متطلبات جسمه ومشاعره بالطريقة الصحيحة.
وفي مطر كلينيك، يهتم الفريق الطبي بالإجابة على كل التساؤلات الخاصة بالمريض، بالإضافة لتقديم التأهيل والدعم النفسي المطلوب قبل وبعد عمليات جراحة السمنة؛ لمساعدة المريض على تخطي مخاوف العملية، ويستمر الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة حتى يستطيع المريض التغلب على مشاعر القلق والخوف والاكتئاب خلال فترة إنقاص الوزن للوصول للوزن المثالي.