الفرق بين التكميم وتحويل المسار واحدة من أكثر العمليات التي يبحث عنها مرضى السمنة، باعتبار هذه الأنواع هي الأشهر والأكثر شيوعًا بين العمليات الجراحية الأخرى، وهو ما جعل الكثيرون في حيرة من أمرهم، أي نوع هو المناسب بالنسبة لحالتهم، وما هي المضاعفات والآثار السلبية التي تنتج عن كل نوع منهما، وفي السطور التالية، نوضح الفارق بين عملية التكميم وتحويل المسار وكذلك أيضًا عملية الساسي.
الفرق بين التكميم وتحويل المسار
“ما الفرق بين تكميم المعده وتحويل المسار؟” إحدى التساؤلات التي يطرحها الكثير من المرضى عبر وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية المختلفة؛ رغبًة منهم في معرفة العملية المناسبة لحالتهم الصحية، في السطور التالية، نوضح الفرق بين التكميم وتحويل المسار، وذلك على النحو التالي:
1- التعريف
عملية تكميم المعدة تقوم على استئصال 80% من حجم المعدة، بهدف التقليل من حجمها، وبالتالي استيعاب كميات أقل من الطعام، في حين عملية تحويل المسار تقوم على تدبيس جزء من المعدة، وخلق ما يشبه بالجيب الصغير، والذي يتم ربطه بالأمعاء الدقيقة، كذلك فهي مفيدة لمرضى السمنة الذين يعانون من مرض السكري.
2- إنقاص الوزن وسرعة الشفاء
عملية تحويل المسار تتفوق على عملية تكميم المعدة في مقدار الوزن المفقود، بينما عملية التكميم تنفرد بسرعة تعافي المريض وتماثله للشفاء، إذ يمكن للمريض العودة إلى منزله في نفس يوم إجراء العملية.
3- الفائدة
الفرق بين التكميم وتحويل المسار من حيث الفائدة يكمن في إمكانية علاج مرض السكري بفعل جراحة تحويل المسار، بالإضافة إلى قلة امتصاص السعرات الحرارية من الطعام، بينما عملية تكميم المعدة تساهم في التخلص من الهرمون المسئول عن الجوع، وتجعل المريض يشعر بالشبع في وقت أسرع.

الفرق بين التكميم والساسي
الفرق بين عملية التكميم والساسي ليس كبيرًا، فكلا العمليتين يهدفان إلى تقليل كمية الطعام المتناولة، ولكن بطريقة مختلفة، فعملية التكميم تقوم على استئصال جزء كبير من المعدة، في حين عملية الساسي تقوم على التخلص من الجزء العلوي من المعدة، وربط الجزء المتبقي بالأمعاء الدقيقة، مع خلق مسار جديد للطعام بين المعدة والأمعاء، وذلك بهدف إنقاص الوزن بشكل أسرع، وبطريقة أكثر فاعليًة وأمانًا.
كم تستغرق عملية تحويل مسار المعدة؟
“كم تستغرق عملية تحويل مسار المعدة؟” تستغرق عملية تحويل مسار المعدة مدة تتراوح ما بين الـ 45 دقيقة و60 دقيقة كاملة، وذلك حتى يقوم الطبيب المعالج بتدبيس جزء من المعدة، وربط الجزء الذي أصبح بحجم الكيس بالأمعاء الدقيقة، وينبغي توخي الحذر عند إجراء العملية؛ منعًا من حدوث أي مضاعفات أو مخاطر محتملة.
رجيم التكميم
الفرق بين التكميم وتحويل المسار فيما يتعلق بالنظام الغذائي ليس كبيرًا، إذ ينصح الطبيب المعالج المريض بحمية غذائية محددة، تختلف بمرور الوقت ومدى قدرة الجسم على التعافي، ويتمثل رجيم التكميم وعملية تحويل المسار على الآتي:
المرحلة الأولى
تشمل المرحلة الأولى من العلاج تناول الأطعمة السائلة فقط، وتستمر هذه المرحلة من بعد إجراء العملية إلى اليوم السابع، وفيها يتم شرب المياه والعصائر الطازجة والشوربة واللبن خالي الدسم.
المرحلة الثانية
تبدأ المرحلة الثانية من مرحلة العلاج من اليوم السابع من العملية وحتى اليوم الرابع عشر، وفيها يحرص المريض على تناول المشروبات السائلة، بالإضافة إلى تناول بعض الأطعمة المهروسة واللينة، بالإضافة إلى شرب ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا من المياه.
المرحلة الثالثة
يبدأ المريض في هذه المرحلة بتناول الخضراوات والفاكهة واللحوم والسمك، بالإضافة إلى تناول بعض الأطعمة الصلبة ولكن تدريجيًا، وتبدأ هذه المرحلة من اليوم الـ 15 بعد إجراء العملية، وتستمر تقريبًا إلى اليوم الـ 30.
أضرار تحويل المسار
الأضرار والمضاعفات إحدى العناصر التي توضح الفرق بين التكميم وتحويل المسار، فمخاطر عملية تحويل المسار عديدة، وذلك في حالة عدم الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج، أو تم الاعتماد على طبيب ليس على درجة كبيرة من الكفاءة والمهنية، وتتمثل أضرار تحويل المسار في الآتي:
1- تسريب المعدة
تسريب المعدة من أشهر أضرار عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار، وهي عبارة عن خروج العصارة الهضمية من المنطقة الجديدة التي تم إنشائها إلى البطن، وهو ما يشكل خطرًا على حياة المريض، ويتسبب في فشل بعض وظائف الجسم، وينشأ نتيجة عدم التئام الجرح داخليًا وفشل عملية التعافي، وعدم إلمام الطبيب المعالج بكيفية إجراء العملية بشكل سليم، وتظهر أعراض التسريب في الآتي:
- الإصابة بالحمى.
- الشعور بآلام في منطقة البطن والكتف الأيسر.
- التقيؤ والغثيان.
- تناقص كمية البول.
2- سوء التغذية
من الآثار السلبية التي يصعب تضمينها كواحدة من عوامل الفرق بين التكميم وتحويل المسار، فكلا الجراحتان يتسببان في الإصابة بسوء التغذية، وذلك نتيجة تقليل حجم المعدة، وقلة كميات الطعام التي يتم تناولها، وهو ما يؤدي إلى افتقاد الجسم للعديد من العناصر التي يحتاج إليها، لهذا دائمًا ما ينصح الطبيب المعالج المريض بتناول نظام غذائي معين، يتضمن الحصول على عناصر الحديد والزنك والمعادن المختلفة.
3- أضرار متنوعة
تشمل هذه الأضرار على إمكانية الإصابة بفشل بعض الأعضاء الداخلية، واحتمالية حدوث نزيف دموي، فضلًا عن اضطرابات هضمية شديدة، علاوًة على الإصابة بمضاعفات التخدير، بالإضافة إلى عدم قدرة الجسم على الاستجابة إلى النظام الغذائي الجديد، وهو ما يجعل فقدان الوزن يسير على وتيرة بطيئة للغاية، وقد لا يفقد الجسم أي وزن زائد من الأساس.
متلازمة الإغراق بعد تحويل المسار
متلازمة الإغراق بعد تحويل المسار واحدة من أشهر الأضرار والمضاعفات الناتجة عن العملية، وكذلك تمثل عنصرًا أساسيًا في عوامل الفرق بين التكميم وتحويل المسار، وهي عبارة عن انتقال الطعام الغير مهضوم عبر المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، ومن أعراضها الشعور بتشنجات البطن والدوار والغثيان، وتظهر عادًة بعد تناول الطعام بـ 15 دقيقة، وتُسمى متلازمة الإغراق المبكرة.
وكذلك يوجد ما يُعرف بمتلازمة الإغراق المتأخرة، والتي تبدأ أعراضها بالظهور في فترة تتراوح ما بين ساعة إلى 3 ساعات بعد تناول الطعام، وتشمل على الشعور بالجوع، الإرهاق، التعرق، وقد تصل إلى حد الإغماء.
هل يرجع الوزن بعد تحويل المسار؟
“هل يرجع الوزن بعد تحويل المسار؟” الإجابة عن هذا السؤال هي نعم، ولا يعد هذا الأمر ضمن عناصر الفرق بين التكميم وتحويل المسار، بمعنى أنه من الممكن أن يعود الجسم إلى سابق عهده ويكتسب وزنًا زائدًا في حالة عاد المريض إلى عاداته الغذائية القديمة، وتناول كميات أكبر من الطعام، فضلًا عن تناول الأطعمة التي نهى الطبيب عنها، كل هذا يتسبب في تمدد المعدة، إعادة حجمها إلى ما كان عليه.
ليس هذا فحسب، بل قد يزداد الوضع سوءًا، ويعاني المريض من الكثير من المضاعفات السابق ذكرها، بالإضافة إلى إمكانية إصابة المعدة بالتهابات شديدة، وتفكك دبابيس المعدة، مما قد يتسبب في الإصابة بتسريب المعدة، وفشل العملية ككل، واكتساب الجسم وزنًا زائدًا.
تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم
وفي إطار عرض الكثير من التجارب والعمليات الناجحة التي يجريها واحد من أفضل الأطباء المتخصصين في جراحات السمنة المفرطة، وهو الدكتور محمد مطر، نوّد اليوم عرض إحدى التجارب التي خضعت إلى عملية تحويل المسار المصغر بعد التكميم، وهي إحدى أنواع عملية تحويل المسار المعروفة.
ويسرد أحد المرضى تجربته قائلًا “تجربتي مع تحويل المسار المصغر بعد التكميم كانت رائعة، فبعد إجراء عملية تكميم المعدة، لم أحصل على النتائج المتوقعة والتي طالما حلمت بها، وتوجهت إلى الدكتور مطر بتوصيًة من الكثيرين، وقام بإجراء الفحوصات اللازمة، ونصحني بإجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر، والتي تعتبر إحدى الإجراءات التصحيحية، وبالفعل أجريت العملية، وها أنا الآن أتحدث وقد فقدت ما يقرب من 50% من وزني الزائد”.
الآن، وبعد التعرف على الفرق بين التكميم وتحويل المسار، يمكن بسهولة اختيار العملية المناسبة للحالة الصحية للمريض، ولكن هذا لا يغني عن إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة تحت إشراف الدكتور مطر، للتأكد من نوع العملية التي تساهم في تحقيق أفضل النتائج.