تعد عملية تحويل المسار الكلاسيكى واحدة من أكثر جراحات السمنة شيوعًا، وقد ازداد انتشارها في السنوات الأخيرة؛ بحيث شكلت نسبة إجرائها ما يقرب من 18% من جراحات السمنة.
فإذا كنت تعاني السمنة وتفكر في إجراء عملية تحويل المسار الكلاسيكي، فإليك هذا المقال حول تفاصيل العملية والشروط الواجب توافرها والمضاعفات المحتملة كذلك.
ما هي عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي؟
يشير مصطلح تحويل مسار المعدة الكلاسيكي إلى نوع من جراحات السمنة يساعدك على فقدان الوزن الزائد من خلال تصغير حجم المعدة، بحيث تستوعب كمية أقل من الطعام إضافة إلى تجاوز جزء من الأمعاء، بحيث لا يمتص الجسم كل السعرات الحرارية من الطعام.
وتجرى العملية تحت تأثير التخدير الكلي بحيث لا يشعر المريض بأي ألم، وتنقسم إلى خطوتين أساسيتين هما:
- الخطوة الأولى هي تصغير المعدة، حيث يقسم الجراح المعدة إلى قسمٍ علوي صغير في حجم ثمرة صغيرة وقسمٍ سفلي أكبر، ويصبح الجزء العلوي هو المعدة الجديدة، بحيث يستوعب ما يقدر بـ 28 جرامًا فقط من الطعام.
- الخطوة الثانية هي تحويل مسار المعدة الجديدة وربطها بالأمعاء الدقيقة، لكن بعد تجاوز الجزء الأول منها والذي يقدر بحوالي مترين، ومن ثَمّ يمتص الجسم سعرات حرارية أقل.
ويوضح الدكتور محمد مطر -استشاري جراحات السمنة والمناظير- أن عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي تُجرى بطريقتين: أولهما هي الجراحة المفتوحة، وفيها يصنع الجراح شقًا جراحيًّا كبيرًا في منطقة البطن، وخلاله تُجرى العملية، أما الطريقة الثانية والأكثر انتشارًا تكون باستخدام المنظار وهو أداة رفيعة مزودة بكاميرا وضوء في نهايتها تسمح للجراح برؤية ما بداخل بطنك، وتتميز عن الجراحة المفتوحة بألم أقل ووقت أسرع في التعافي مع ندبات أصغر.
من هو المريض المثالى لتحويل المسار الكلاسيكي؟
قد تكون جراحة السمنة خيارًا جيدًا إذا كنت تعاني سمنة متوسطة إلى شديدة الخطورة، ولم تتمكن من فقدان الوزن بالطرق العادية، كالأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية، وعادة ما يستخدم الأطباء مؤشر كتلة الجسم لتحديد ما إذا كان المريض سيستفيد من الجراحة أم لا، وفيما يلي شروط الخضوع لعملية تحويل المسار الكلاسيكي:
- أن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديك عن 40 ولا تعاني أي أمراض أخرى مرتبطة بالسمنة.
- أن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديك عن 35 إذا كنت تعاني أمراض أخرى مرتبطة بالسمنة، كالسكري من النوع الثاني وارتفاع الضغط وانقطاع النفس النومي.
تعليمات قبل عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي
هناك بعض التعليمات التي ينبغي للمريض اتباعها قبل الخضوع لجراحة تحويل المسار، إذ تساعد هذه الخطوات على تهيئة الجسم للجراحة والتقليل من خطر المضاعفات المرتبطة بالعملية، وتشمل هذه الخطوات ما يلي:
- اتباع نظام غذائي يعتمد على الأطعمة السائلة لعدة أيام قبل العملية.
- ممارسة رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يوميًّا.
- إخبار الطبيب بأي أدوية تتناولها، ليحدد الطبيب ما إذا كان عليك التوقف عن تناولها قبل الجراحة.
- عمل بعض الفحوصات الطبية قبل الخضوع للعملية.
ما هى الفحوصات المطلوبة قبل تحويل المسار الكلاسيكي؟
قبل الخضوع لجراحة تحويل المسار الكلاسيكي عادة ما يطلب الجراح بعض الفحوصات والتحاليل ومنها ما يلي:
- فحص جسدي شامل.
- تحاليل الدم.
- فحص بالأشعة السينية للبطن.
كم أتوقع أن أفقد من الوزن بعد تحويل مسار المعدة الكلاسيكي؟
عادة ما يفقد المرضى الذين خضعوا لتحويل المسار الكلاسيكي ما بين 75 لـ 80% من وزنهم الزائد في غضون 24 شهر بعد العملية، لكن بشرط الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي لتجنب المضاعفات وتحقيق النتائج المرجوة.
مخاطر عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي
تشترك عملية تحويل المسار الكلاسيكي مع باقي العمليات الجراحية في بعض المخاطر العامة كالعدوى في موضع الجرح والنزيف ومضاعفات التخدير، أما المخاطر المرتبطة بعملية تحويل المسار الكلاسيكي نفسها فتشمل:
- الفتق: ويحدث عندما تندفع الأعضاء الداخلية من خلال فتحة في الجدار العضلي.
- انسداد الأمعاء الدقيقة: فمن المحتمل أن تسبب أنسجة الندوب الناجمة عن الجراحة ضيقًا أو انسدادًا في الأمعاء الدقيقة.
- التسريب: يربط الجراح في أثناء العملية المعدة الجديدة بالأمعاء من خلال عدة وصلات، وإذا حدث تسريب في واحدة أو أكثر من هذه الوصلات، فقد تعاني خطر العدوى داخل تجويف البطن.
إضافة إلى ما سبق، يرتبط تحويل مسار المعدة الكلاسيكي بعدة مضاعفات أخرى قد تحدث على المدى البعيد، وتشمل:
- متلازمة الإغراق: تشير متلازمة الإغراق إلى مجموعة من الأعراض التي تحدث عندما تفرع معدتك محتواها سريعًا في الأمعاء الدقيقة، وتشمل الغثيان والإسهال وتقلصات البطن خصوصًا بعد تناول السكريات والأطعمة الدهنية، وغالبًا ما تختفي هذه الأعراض مع الوقت إذا اتبعت تعليمات الطبيب بشأن ما تأكله.
- سوء التغذية: يقل الامتصاص بنسبة كبيرة بعد الخضوع لعملية تحويل المسار، لذا يصف الطبيب الفيتامينات والمكملات الغذائية لتجنب حدوث سوء التغذية.
- ارتجاع العصارة: قد تؤثر جراحة تحويل المسار في عمل الصمام الذي يصل المعدة بالأمعاء الدقيقة، وإذا لم يغلق هذا الصمام جيدًا، فقد يحدث ارتجاع العصارة؛ الذي يعني أن العصارة الصفراوية التي تفرزها المرارة في الأمعاء للمساعدة في هضم الطعام قد تصعد إلى المعدة مسببة التهاب وتقرحات في جدارها.
- اكتساب الوزن مجددًا: تساعد جراحة تحويل المسار على فقدان الوزن الزائد، لكن إذا لم تغير عادات الأكل الخاطئة وإذا لم تلتزم بنمط حياة صحي فمن المحتمل أن تتمدد معدتك بحيث تستوعب كمية أكبر من الطعام، مما يعرضك لخطر اكتساب الوزن مرة أخرى.
ماذا نأكل بعد عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي؟
سوف تحتاج إلى اتباع نظام غذائي محدد وصارم لعدة أشهر بعد جراحة تحويل مسار المعدة الكلاسيكي، وذلك لحماية جهازك الهضمي خلال فترة التعافي، وللتأكد كذلك من حصولك على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك.
يفترض أن تتناول الأطعمة السائلة في الأسابيع الأولى بعد العملية، ثم يمكنك تدريجيًّا تناول الأطعمة اللينة، وقد يستغرق الأمر من شهرين إلى ثلاثة حتى تستطيع تناول الأطعمة الصلبة كالسابق، وإليك بعض الإرشادات العامة بشأن نظامك الغذائي بعد العملية:
- شرب الماء والسوائل لتجنب الإصابة بالجفاف أو الإمساك.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتين؛ حيث يساعد البروتين على إبقائك قويًّا بعد العملية وتجنب فقد الكتلة العضلية.
- تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب لتعويض أي نقص في العناصر الغذائية.