تكميم المعدة و الحمل واحدة من المفارقات التي دائمًا ما تربط بينها كل الراغبات في الخضوع إلى عملية تكميم المعدة، وذلك في ظل تكاثر الأقاويل عن مدى الأضرار التي يمكن أن تحدث نتيجة عمليات التكميم، إلا أنه في المقال التالي، سنتعرف سويًا عما إذا كان تكميم المعدة و الحمل جائزًا وصحيًا، أم يشوبه بعض الأضرار والمشاكل.
ما هي عملية تكميم المعدة؟
“ما هي عملية تكميم المعدة؟” عملية التكميم بمختلف أنواعها من الحلول المُجدية في سبيل التخلص من الوزن الزائد وعلاج السمنة المفرطة، إذ يقوم الطبيب المعالج باستئصال ما يقرب من 80% من معدة المريض، ويقوم بتدبيس الأجزاء المتبقية منها، وذلك بغرض تقليل حجم المعدة، ومن ثم استقبال كميات أقل من الطعام.
تساهم العملية في إنقاص الوزن بطريقة فعّالة وآمنة، وذلك على رغم من معاناة المريض من بعض الآثار الجانبية، والتي تعتبر نتيجة طبيعية من جرّاء العملية، ويلزم نجاح العملية الاعتماد على طبيب على قدر كبير من الخبرة والتمرس، وهو ما يُعرف عن الدكتور محمد مطر، أخصائي جراحات السمنة

عملية تكميم المعدة و الحمل
ارتبط تكميم المعدة و الحمل ببعضهم البعض في الآونة الأخيرة، خاصًة بعد شيوع العملية، وخضوع الكثيرين لها، إذ أشارت إحدى الإحصائيات التي أُجريت في الولايات المتحدة ما بين 2011 و2019 زيادة معدل إجراء عمليات تكميم المعدة إلى حوالي الضعف، وأغلب هذه العمليات تم إجراؤها للكثير من السيدات في سن الإنجاب.
فوائد تكميم المعدة للحمل
عملية تكميم المعدة تحمل في طيّاتها الكثير من الفوائد والمميزات، فبخلاف قدرتها على علاج السمنة المفرطة وإنقاص الوزن الزائد، فإنها تساهم في تحسين العوامل التي تساهم في زيادة فرص الحمل، وفي السطور التالية نتعرف على فوائد تكميم المعدة للحمل :
1- زيادة الخصوبة
تكميم المعدة و الحمل يساهم في زيادة الخصوبة، فمن ضمن المشكلات التي تعاني منها السيدات هي صعوبة الحمل، وذلك نتيجة زيادة الوزن، مما يؤثر على الخصوبة، فهي مرتبطة بشكل أساسي في عملية التبويض، كذلك تساعد عملية تكميم المعدة في علاج متلازمة تكيّس المبايض، إذ تحسن الجراحة من التغيرات الهرمونية المتسببة في مشكلة تكيّس المبايض.
2- استقرار الوزن
بعد إجراء عملية تكميم المعدة، تبدأ النتائج بالظهور بالتدريج، حيث يبدأ المريض بفقدان بضعة كيلوجرامات من وزنه، وهو ما يشير إلى نجاح العملية، لكن استقرار الوزن يحدث في فترة تتراوح ما بين الـ 6 إلى 12 شهرًا، حتى تساعد العملية في زيادة الخصوبة، واستقرار الاضطرابات الهرمونية والغذائية بشكل خاص.
لهذا ينصح الأطباء – ومن بينهم الدكتور مطر – إلى الانتظار لسنة كاملة قبل الحمل، حتى لا يصاب الطفل ببعض الأمراض الناتجة عن سوء التغذية والآثار الجانبية التي تعاني منها الأم، وهذا ما تؤكده الأبحاث والدراسات العلمية التي أُجريت على هذا الأمر، وفي نفس الإطار يقترح بعض الأطباء إلى الانتظار لمدة سنتين، حتى يأخذ الجسم الوقت الكامل حتى يستعيد عافيته، ويُجنب الجنين مشاكل جراحة التكميم.
3- المداومة على تناول العناصر الغذائية المهمة
إحدى مميزات عملية تكميم المعدة هي تغيّر النظام الغذائي للمريض بالكامل، إذ يمتنع عن تناول الأطعمة السريعة والمجهولة المصدر، ويتغير نمط حياته إلى تناول العناصر الغذائية المهمة، والبروتينات والمعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم؛ تجنبًا للمشاكل الصحية الناتجة عن سوء التغذية.
يشيع بين المرضى بعد إجراء عملية تكميم المعدة الإصابة ببعض المضاعفات الناتجة عن سوء التغذية، مثل فقر الدم، والتعب والإرهاق، الغثيان والرغبة في القيء باستمرار، فضلًا عن احتمالية حدوث تسريب المعدة، في حين يكمن العلاج في تناول العناصر الغذائية المهمة، والتي تُلقي بظلالها على عملية تكميم المعدة و الحمل.
تغيّر الروتين الغذائي للمريض أو المريضة يساهم بشكل كبير في زيادة فرص الحمل بشكل آمن، شرط الالتزام بتعليمات الطبيب أو أخصائي التغذية – إذا تم الاستعانة به -، والامتناع عن السكريات والأطعمة ذات النسبة العالية من الدهون.
4- انخفاض احتمالية الإصابة بمضاعفات
إحدى فوائد عملية تكميم المعدة هي التخلص من المضاعفات والأمراض الناتجة عن السمنة المفرطة وزيادة الوزن، فعلى الرغم من أن بعض الحالات لا تزال تعاني من هذه المضاعفات متمثلة في زيادة الوزن مرة أخرى، إلا أن النسبة الأكبر منهم وخاصًة الخاضعين لعملية التكميم تحت إشراف الدكتور مطر تخلصوا من هذه المشاكل.
علاج مضاعفات السمنة تؤثر بشكل إيجابي على الحمل، فقد وجد الباحثون أن علاج البدانة يساهم في علاج سكري الحمل، ويحمي الجنين والأم من تسمم الحمل، بالإضافة إلى تجنب التهاب المشيمة والولادة القيصرية، كذلك حماية الطفل من دخوله الحضّانة بعد الولادة.
5- عدم الحاجة إلى الولادة القيصرية
الولادة القيصرية تعتبر هي النوع الأسوأ من الولادة، إذ تعاني الأم من الكثير من المضاعفات الناتجة عن إجراء العملية، وذلك مقارنة بالولادة الطبيعية، والتي تستعيد بعدها الأم نشاطها بشكل طبيعي، لهذا دائمًا ما ينصح الأطباء النساء اللاتي يعانون من مشاكل السمنة بإجراء عملية التكميم قبل الحمل بفترة طويلة.
تعرف علي : النظام الغذائي بعد عملية التكميم
تكميم المعدة والولادة
عملية التكميم والولادة الطبيعية يشير إليها الأطباء إلى كونها علاقة متكاملة، إذ تساعد عمليات التكميم بأنواعها المختلفة على التخلص من الوزن الزائد، ما يمنح المريضة استقراريًا جسديًا وصحيًا، ما يساهم في حدوث حمل بطريقة سليمة وصحيّة، فضلًا عن ارتفاع فرص الحمل بطريقة طبيعية، وعدم الحاجة إلى الولادة القيصرية.
هل عملية التكميم تؤثر على الإنجاب للنساء؟
“هل عملية التكميم تؤثر على الإنجاب للنساء؟” يعتبر من أكثر الأسئلة تداولًا وطرحًا على الدكتور مطر، والإجابة عنه بالطبع لا، وذلك في حالة تم الالتزام بتعليمات الطبيب، واتباع النظام الغذائي المسموح للمريضة، وذلك بالإضافة إلى الانتظار لمدة لا تقل عن سنة قبل الحمل، إلى حين استقرار حالة الأم صحيًا، فكما ذكرنا سلفًا، عملية تكميم المعدة و الحمل مترابطان ببعضهما البعض إلى حد كبير.

هل عملية التكميم تؤثر على الانجاب للرجال؟
يتساءل الكثير من الرجال عن تأثير عملية التكميم على الإنجاب، والحقيقة أن عملية التكميم لا تؤثر سلبًا على الخصوبة لدى الرجال، بل على العكس تمامًا، فقد تساعد في تحسين القدرة الإنجابية. فالسمنة المفرطة تؤثر بشكل مباشر على مستويات هرمون التستوستيرون، وقد تسبب ضعفًا في إنتاج الحيوانات المنوية، لذا فإن فقدان الوزن بعد التكميم يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في التوازن الهرموني وزيادة فرص الإنجاب.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر الكثير من الرجال بعد العملية بزيادة في النشاط والطاقة العامة، مما ينعكس إيجابيًا على الصحة الجنسية والنفسية. ومع ذلك، يُنصح دائمًا بالمتابعة مع طبيب مختص قبل التخطيط للحمل لضمان استقرار الحالة الصحية بعد التكميم.
هل يزيد الوزن في الحمل بعد التكميم؟
يعتبر السؤال “هل يزيد الوزن في الحمل بعد التكميم؟” من الأسئلة التي تهتم بها كل الخاضعات لعملية تكميم المعدة، حيث يعتبر الهدف الأساسي من العملية هو التخلص من الوزن الزائد، وعلى اعتبار أن زيادة الوزن سمة أساسية من سمات الحمل، ازداد خوف وقلق الكثير ممن ترغبن في الخضوع للعملية.
لكن حقيقة الأمر، زيادة الوزن بمقدار طبيعي إحدى عوامل نجاح الحمل، فهذا إشارة واضحة إلى عمل وظائف الجسم بشكل صحيح، وهو ما يعني ضمان التغذية السليمة للطفل، ومن ثم ولادته معافى من أي أمراض أو مخاطر محتملة.
الحمل بعد التكميم بسنتين
إجراء عملية تكميم المعدة و الحمل بعدها بسنتين يضمن بنسبة كبيرة نجاح الحمل، وولادة طفل طبيعي خالٍ من التشوهات أو الأمراض أو العيوب الخلقية، فهذه الفترة كفيلة للأم بأن تستعيد عافيتها من جديد، كذلك تستطيع اكتساب من خلال هذه الفترة نمط غذائي صحي، ينعكس على حالة الطفل عند الولادة.
تجربتي مع الحمل بعد التكميم
تكميم المعدة و الحمل واحدة من التجارب التي ربما تشعر الكثير من السيدات بالقلق حيالها، إلا أن الكثير من الأمهات اللاتي خضعن إلى عملية تكميم المعدة قبل الحمل أشاروا إليها على أنها تجربة رائعة، تستحق الصبر وبذل الجهد في سبيل التخلص من الوزن وإنجاح الحمل، وفي السطور التالية نستعرض إحدى هذه التجارب، حيث تقول إحدى الخاضعات لعملية تكميم المعدة:
تجربتي مع التكميم بعد الولادة كانت نقطة تحول حقيقية في حياتي. بعد ولادة طفلي الأول، عانيت من زيادة كبيرة في الوزن أثّرت على صحتي وثقتي بنفسي، فقررت اتخاذ خطوة جريئة واللجوء إلى عملية التكميم تحت إشراف الدكتور محمد مطر في مركزه المعروف بكفاءته العالية واهتمامه الدقيق بحالات ما بعد الولادة. حملت بعد التكميم بشهر فقط، وراودني القلق في البداية، لكن بفضل المتابعة الطبية الدقيقة والنصائح الغذائية التي تلقيتها، مر الحمل بسلاسة وأمان. سواء كان الحمل بعد التكميم بشهرين أو حتى الحمل بعد التكميم بثلاث شهور، فإن المتابعة الطبية والالتزام هما المفتاح. تجربتي ألهمتني لأشارك قصتي مع كل أم تبحث عن بداية جديدة بعد الولادة، فالصحة ليست حلماً بعيداً، بل قرار يمكن اتخاذه في اللحظة المناسبة مع الطبيب المناسب.
تعرف علي : افضل دكتور تكميم معدة في مصر
أضرار الحمل بعد عملية التكميم
من بين التجارب الإيجابية العديدة للحمل بعد عملية التكميم، تظهر أيضًا بعض التجارب السلبية، والتي فشلت في الالتزام بتعليمات الطبيب المختص، وبدأت بالبحث عن خطورة هذا الأمر على صفحات الإنترنت والتواصل الاجتماعي، قائلًة “حملت بعد التكميم بشهرين” وفي هذا الأمر خطورة شديدة، إذ تصبح المريضة عرضًة للآتي:
- الولادة القيصرية.
- الإصابة بسكري الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الولادة المبكرة.
- مضاعفات أخرى أثناء الحمل.
وفي الأخير، وبعد التعرف على العلاقة بين تكميم المعدة و الحمل، أصبح الآن من السهل أن تضع إحدى الخاضعات لعمليات التكميم مولودها وكلها ثقة من سلامته الصحية الجسدية، ولكن شرط الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يتعلق بالأنظمة الغذائية المفترض اتباعها، فضلًا عن انتظار مدة لا تقل عن سنة، لحين استقرار حالة الأم الصحية.