اكتسبت جراحات السمنة المفرطة شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة بمختلف أنواعها، وتعد الحل الأمثل لزيادة الوزن لدى الكثيرين. وتعتبر عملية تحويل المسار نوعًا من هذه الجراحات التي حققت نجاحاً كبيرًا مؤخرًا، وتنقسم إلى نوعين وهما: عملية تحويل المسار الكلاسيكي، وعملية تحويل المسار المصغر، وهي ما سنركز عليه في هذا المقال.
وعلى الرغم من نجاح جراحة تحويل المسار المصغر وإيجابياتها العديدة، إلا أن البعض يتخوف منها خشية المضاعفات المرتبطة بها، لذا سنحاول في السطور التالية معرفة المزيد حول هذه الجراحة، وما هي المميزات والعيوب المرتبطة بها.
ما هي عملية تحويل المسار المصغر؟
يوضح الأستاذ الدكتور محمد مطر -استشاري جراحات السمنة والمناظير- اعتماد فكرة عملية تحويل المسار المصغر على تقليل حجم المعدة لتحفيز الإحساس المبكر بالشبع، إضافة إلى تقليل نسبة امتصاص الطعام بنسبة تصل إلى 40%، عن طريق تجاوز جزء كبير من الأمعاء يصل إلى 2 متر تقريباً.
وتعد عملية تحويل المسار المصغر تطويرًا لعملية تحويل المسار التقليدي، فعلى الرغم من النتائج الجيدة للجراحة التقليدية في فقدان الوزن، إلا أن الإجراء التقليدي أكثر تعقيدًا ويزيد من خطر حدوث المضاعفات، ولذلك تم تطوير تحويل المسار المصغر الذي يعتمد على إنشاء عدد وصلات أقل بين المعدة والأمعاء، مما يقلل من مضاعفات الجراحة التقليدية، ويقلل من الوقت المستغرق في العملية، مع الحصول أيضًا على نتائج ممتازة على المدى البعيد.
ويعد هذا النوع من العمليات نوعًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة جنبًا إلى جنب مع مرض السكري من النوع الثاني، إذ يؤدي تحويل مسار المعدة إلى الأمعاء إلى تقليل امتصاص المواد الغذائية والسكريات، مما يساعد على الشفاء من مرض السكري بنسبة تصل إلى 85%.
كيف تتم عملية تحويل المسار المصغر؟
تجرى جراحة تحويل المسار المصغر للمعدة تحت تأثير التخدير العام، حيث يقوم الطبيب الجراح بعمل عدة شقوق صغيرة في البطن، ويتم إدخال المنظار من إحداها حتى يستطيع الجراح رؤية الأعضاء الداخلية بوضوح على الشاشة، ثم يتم إجراء تحويل المسار في الخطوات الآتية:
- الخطوة الأولى : تقليص حجم المعدة بتقسيمها وتحويلها إلى ما يشبه أنبوب صغير، بحيث تستقبل كمية أقل من الطعام، مع الإبقاء على الجزء المفصول من المعدة داخل البطن.
- الخطوة الثانية : إنشاء مسار لمرور الطعام من كيس المعدة الجديد إلى الأمعاء، حيث يتم تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة يقدر بحوالي 2 متر، ثم يتم توصيل الجزء الأوسط من الأمعاء بالفتحة في كيس المعدة الجديد.
التعافي بعد العملية
بعد الخضوع لعملية تحويل المسار المصغر، إليك أهم الإجراءات المتبعة أثناء فترة النقاهة:
- البقاء في المستشفى لمدة ليلة أو اثنتين لمتابعة الحالة والخضوع لبعض الفحوصات الأخرى للتأكد من أن كل شيء على ما يرام.
- يصف الطبيب الأدوية المسكنة للألم، والمضادات الحيوية.
- سيقوم الطبيب بإعطائك تعليمات حول العناية بالجرح.
- يصف الطبيب النظام الغذائي المناسب والفيتامينات اللازمة لفترة ما بعد العملية.
ما هي مميزات عملية تحويل المسار المصغر؟
يشير الأستاذ الدكتور محمد مطر إلى وجود العديد من المميزات التي جعلت هذه الجراحة إحدى أبرز جراحات السمنة المفرطة
في السنوات الأخيرة، نذكر منها ما يلي:
- تقليل المخاطر المرتبطة بعملية تحويل المسار الكلاسيكي، إذ تُجرى العملية باستخدام المنظار وبتقنية أبسط.
- الحد من كميات الطعام التي تتناولها، مما يزيد من الإحساس بالشبع.
- الحد من امتصاص الأطعمة بنسبة تصل إلى 40%.
- تعد إجراءً مثاليًا لمرضى السمنة المصاحب لها مرض السكري من النوع الثاني، إذ قد تعزز الشفاء بنسبة تصل إلى 85%.
- مناسبة لمدمني السكريات، ومرضى ارتجاع المريء.
- خسارة الوزن بطريقة آمنة بنسبة تصل إلى 75% من الوزن الزائد خلال السنة الأولى بعد العملية.
ما هي عيوب عملية تحويل المسار المصغر؟
يوضح الدكتور محمد مطر أنه رغم نتائجها الممتازة إلا أنها ترتبط ببعض العيوب، منها ما يلي:
- نقص الفيتامينات والمعادن نتيجة نقص الامتصاص في الأمعاء.
- اضطرار المزيد إلى تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بصفة يومية لمدة تصل إلى سنتين أو ثلاثة سنوات أو كما يحدد الطبيب، وقد يتم تناول الفيتامينات مدى الحياة.
- ارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة الإغراق Dumping syndrome، وهي عبارة عن انتقال الطعام والشراب (خصوصًا السكريات) من المعدة إلى الأمعاء بصورة سريعة للغاية، مما ينجم عنه التقلصات والإسهال بعد ما بين عشر دقائق إلى نصف ساعة من تناول الطعام.
الاكل بعد عملية تحويل المسار المصغر
ينبغي اتباع نظام غذائي بعد عملية تحويل المسار المصغر للحصول على النتائج المرجوة من العملية، ويتكون من عدة مراحل يحدد الطبيب المدة التي تستغرقها كل مرحلة، وما ينبغي تناوله حينها.
تهدف المرحلة الأولى في النظام الغذائي إلى مساعدة الجسم على التعافي من آثار الجراحة وتقليل خطر المضاعفات قدر الإمكان، لذلك يقتصر النظام الغذائي بعد الجراحة على السوائل فقط لمدة أسبوعين.
وبعد ذلك يتم الانتقال تدريجيًا إلى الأطعمة اللينة وسهلة المضغ لعدة أيام أخرى، ويعود المريض لتناول الأطعمة العادية بصورة طبيعية بعد حوالي شهرين تقريبًا من العملية.
ويشدد الدكتور محمد مطر على ضرورة الانتباه إلى الأصناف الغذائية التي تتناولها وتناول الفيتامينات يوميًا، كما ينصح بتقسيم الطعام، والمضغ جيدًا، وشرب الكثير من المياه طوال اليوم.
معدل نزول الوزن بعد عملية تحويل المسار المصغر
يتراوح معدل نزول الوزن بعد عملية تحويل المسار المصغر بين 60 إلى 70% من مقدار الوزن الزائد في خلال عامين من العملية، حيث يصل الشخص إلى الوزن المثالي، وذلك اعتمادًا على مدى التزام المريض بالنظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية التي يوصي بها الطبيب.
مضاعفات جراحة تحويل المسار المصغر
مثل أي إجراء جراحي آخر هناك احتمال لحدوث مضاعفات مع عملية تحويل المسار المصغر، ينبغي للمريض الاطلاع على المضاعفات المحتملة قبل اتخاذ قرار بإجراء العملية. تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- مضاعفات مرتبطة بالتخدير
- النزيف
- العدوى
- تسريب في القناة الهضمية
- ارتجاع السائل الأصفر
- سوء التغذية الشديد (نادر)
- ارتداد حمض المعدة
- عدم تقبل أنواع معينة من الطعام.
- قرح المعدة
- حصوات المرارة
تكلفة عملية تحويل المسار المصغر
لا توجد تكلفة ثابتة موحدة، إذ تختلف تكلفة عملية تحويل المسار المصغر من مكان لآخر، وتعتمد على العديد من العوامل الأساسية المحددة لها وهي:
- تكلفة الفحوصات اللازمة قبل وبعد العملية.
- أجر الطبيب الجراح، والذي يعتمد على خبرته.
- تكلفة المستشفى التي ستقام فيها العملية.
- أجر الفريق الطبي المساعد وطاقم التمريض.
- تكلفة زيارات المتابعة بعد العملية.
يتميز مركز الأستاذ الدكتور محمد مطر بإجراء عملية تحويل المسار المصغر عن طريق اتباع أحدث البروتوكولات العالمية وأحدث التقنيات المرتبطة بهذا النوع من العمليات، وبمساعدة نخبة من أمهر الأطباء وأخصائيو التغذية المتخصصين. تواصل معنا الآن عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني واحجز استشارتك.