تعد المرارة عضوًا صغيرًا على شكل جيب، ويقع في الجهة اليمنى من البطن، ووظيفته الرئيسية هي إفراز وتخزين العصارة الصفراوية التي تُصنع في الكبد، ودورها الرئيسي هو هضم الدهون، وتنشأ معظم أمراض المرارة بسبب ارتفاع في نسبة الكوليسترول في العصارة الصفراوية، مما ينجم عنه تكوّن حصوات المرارة التي قد تسبب التهابًا حادًا، وقد يتطلب إجراء عملية لاستئصالها، فما هي عملية استئصال المرارة، وما هي نتائجها ومضاعفاتها المحتملة، إليك الإجابة في السطور التالية.
ما هي عملية استئصال المرارة؟
استئصال المرارة هي عملية جراحية لإزالة المرارة تمامًا من الجسم، وذلك للتخلص من أعراض حصوات المرارة مثل الآلام الشديدة والالتهابات في حال فشل العلاجات التحفظية، ويوجد نوعان من هذه الجراحة، هما:
- الجراحة المفتوحة: وفيها يصنع الطبيب شقًا جراحيًا واحدًا كبيرًا في منطقة البطن، حيث تُزال المرارة من خلاله.
- استئصال المرارة بالمنظار: وهي تعد الخيار الأفضل مقارنة بالأخرى، ما لم يكن في حالة المريض ما يمنع ذلك، إذ تتميز بأنها أقل في التدخل الجراحي، وبالتالي تقليل خطر المضاعفات، وتقلل من فترة الشفاء.
ما هي خطوات عملية استئصال المرارة بالمنظار؟
- يصنع الطبيب بضعة شقوق جراحية صغيرة في منطقة البطن.
- يُدخل الطبيب المنظار من أحد هذه الشقوق، وهو عبارة عن أنبوب رفيع مزوّد بمصدر للضوء وكاميرا تعرض الصورة على شاشة خاصة.
- يُدخل الطبيب باقي الأدوات الجراحية من خلال الشقوق الأخرى.
- يستأصل الطبيب المرارة ويفصلها عن الأعضاء الداخلية مُسترشدًا بالمنظار.
- يُخرج الطبيب الأدوات الجراحية، والمرارة المُستأصلة بعد الانتهاء، ثم يُغلق الشقوق بالخيوط الجراحية.
أعراض بعد عملية المرارة
تستغرق فترة التعافي بعد العملية حوالي 6 أسابيع، ولكن قد يعود المريض إلى ممارسة أنشطته الحياتية الطبيعية في غضون أسبوع إلى أسبوعين، ومن المحتمل أن يعاني من أعراض بعد عملية المرارة التي تتحسن تدريجيًا مع الوقت في أثناء فترة الشفاء، وتتضمن ما يلي:
- ألم في البطن، إضافة إلى ألم في أحد الكتفين أو كلاهما، ويتلاشى هذا الألم في غضون عدة أيام إلى أسبوع بعد العملية.
- التهاب الحلق.
- الغثيان وربما القيء.
- الإسهال الذي يمكن أن يستمر فترة تتراوح بين 4 أسابيع إلى 8 أسابيع بعد العملية.
- احمرار الجلد حول الشقوق الجراحية، وهو أمر طبيعي، وسرعان ما يختفي.
كيف يتم هضم الدهون بعد استئصال المرارة؟
تتمثل وظيفة المرارة في تخزين وإفراز العصارة الهاضمة للدهون كما سبق وأوضحنا لك في فقرة سابقة، وبعد استئصال المرارة، لا يتم تخزين العصارة، إذ يُفرزها الكبد مباشرة في الأمعاء الدقيقة، مما يصعّب عملية الهضم، ويحتاج الجسم إلى فترة للتكيف مع هذه الطريقة الجديدة.
هل تتكون الحصوات بعد استئصال المرارة؟
قد لا تُزال كل الحصوات مع استئصال المرارة عند بعض الحالات، حيث يتبقى بعض منها في القناة الصفراوية، ويتم اكتشافها فيما بعد، وإضافة إلى ذلك، يوجد احتمال لتكوّن حصوات جديدة في القنوات الصفراوية بعد إزالة المرارة.
مضاعفات عملية استئصال المرارة
لا تخلو أية عملية جراحية من احتمالية حدوث المضاعفات، حتى وإن كانت نادرة، كخطر العدوى، أو تكوّن الجلطات، أو مضاعفات التخدير، ولذلك من الضروري اختيار طبيب يتمتع بخبرة واسعة للعلاج.
وبالإضافة للمضاعفات العامة لأي نوع من الجراحات، توجد بعض المضاعفات المرتبطة بعملية استئصال المرارة، نذكر لك أهمها فيما يلي:
1- صعوبة هضم الدهون
يحتاج جسدك بعض الوقت للتعود على طريقة الهضم الجديدة للدهون، كما أن الأدوية التي تؤخذ بعد الجراحة قد تسبب كذلك عسر الهضم، وعلى الرغم من أنه لا يستمر طويلاً، إلا أن بعض المرضى قد يعانون من ألم القولون بعد استئصال المرارة وخصوصًا عند تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون.
2- الإسهال
قد يسبب عسر الهضم إصابة المريض بالإسهال بعد عملية استئصال المرارة، والذي يزداد سوءًا في حالة اعتماد المريض على نظام غذائي غني بالدهون، ويفتقر إلى الألياف.
3- الإمساك
على الرغم من أن استئصال المرارة وإزالة الحصوات يقلل من الإصابة بالإمساك، إلا أن الجراحة نفسها وخضوع المريض للتخدير قد تؤدي إلى إمساك قصير المدى، وغالبًا ما يزداد سوءًا في حالات الجفاف.
4- إصابة الأمعاء
من الممكن أن يصيب الطبيب الأمعاء عن طريق الخطأ في أثناء إجراء العملية، ويعد هذا الخطأ نادرًا، ولكنه أمر وارد، وينجم عن ذلك تقلصات مؤلمة بعد الجراحة.
وعلى الرغم من الإحساس بالألم عرض شائع وطبيعي بعد الجراحة، إلا أنه يجب استشارة الطبيب فورًا عند تفاقمه بعد مرور عدة أيام عكس المتوقع.
5- اليرقان
قد يصاب المريض باليرقان بعد استئصال المرارة، وهو عبارة عن اصفرار في لون الجلد وبياض العينين، وينجم ذلك عن وجود حصوات في القنوات الصفراوية.
6- مشكلة انتفاخ البطن بعد عملية المرارة
يعاني الكثير من المرضى من مشكلة الانتفاخ بعد العملية، وترجع إلى مشاكل الهضم التي تستمر لعدة أيام أو أسابيع بعد العملية، خاصة بعد تناول الأطعمة الدهنية، كما أن الكبد ينتج كمية كبيرة من العصارة الصفراوية مما قد يسبب تضخمًا في القنوات الصفراوية.
7- أسباب تورم القدمين بعد عملية المرارة
يرتفع خطر إصابة بعض الأشخاص بالجلطات الدموية بعد الخضوع للجراحة، وهي حالة تسمى بجلطات الأوردة العميقة deep vein thrombosis، وعادة ما تحدث في أوردة الساق، وهي حالة طارئة تستوجب علاجًا فوريًا، إذ قد تتحرك الجلطة في الأوردة وتصل إلى الرئتين مما يسبب الانسداد الرئوي، وقد يخبرك الطبيب بارتداء جوارب ضاغطة بعد العملية لتجنب الإصابة بهذه المشكلة.
8- ألم الضلوع الخلفية بعد عملية المرارة
قد يشعر بعض المرضى بالألم أسفل منطقة الضلوع بعد عملية استئصال المرارة، وقد ينتشر هذا الألم إلى الظهر، مما يجعل المريض يشعر بالألم في الضلوع الخلفية، وهو ألم عضلي بسبب الشق الجراحي، وسرعان ما يختفي في غضون بضعة أيام.
9- تسرب الصفراء
يستخدم الطبيب مشبكًا خاصًا لإغلاق الأنبوب الذي يربط المرارة بالقناة الصفراوية الرئيسية، ولكن أحياناً يتسرب السائل الصفراوي في البطن، مما ينجم عنه أعراض مثل ألم السرة بعد عملية المرارة، وتورم البطن، والحمى، وقد يحتاج هذا العرض إلى الخضوع لإجراء آخر لتصريف الصفراء المتسربة.
10- آلام الكبد بعد استئصال المرارة
تعد آلام الكبد بعد استئصال المرارة من أعراض متلازمة ما بعد استئصال المرارة، وهي عبارة عن الشعور بالألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وقد يرجع سببها إلى التهاب الكبد، أو ترشيح الدهون، أو الحصوات، أو اليرقان، أو كيسات على الكبد.
علاج متلازمة ما بعد استئصال المرارة
متلازمة ما بعد استئصال المرارة هو مصطلح يستخدمه الأطباء لوصف الأعراض الهضمية التي تظهر على المرضى بعد عملية استئصال المرارة، والتي تشمل:
- عدم تحمل الأطعمة الدهنية.
- الغثيان.
- القيء.
- حرقة المعدة.
- عسر الهضم.
- الإسهال.
- الصفراء.
- ألم المعدة المتقطع.
ولعلاج هذه الحالة، يسعى الطبيب أولًا لاكتشاف الأسباب الكامنة وراء هذه الأعراض، ومن ثم يصف العلاج المناسب لكل حاجة.
نظام غذائي بعد استئصال المرارة
عادة ما يوصي الأطباء بشرب الكثير من الماء بعد الجراحة، ثم البدء بتناول الأطعمة السائلة وسهلة المضغ في الأيام الأولى بعد العملية، وبعدها يمكن العودة إلى نظامك الغذائي العادي شيئًا فشيئًا، مع الحرص على تناول الخضروات والفواكه وتجنب الأطعمة المالحة والحارة والدهنية، وسيقوم الطبيب بشرح الأطعمة التي يجب تناولها والأخرى التي يجب تجنبها بالتفصيل.