في السنوات الأخيرة باتت جراحات السمنة واحدة من أفضل الطرق وأكثرها نجاحًا لعلاج مرض السمنة، والوقاية من المضاعفات المرتبطة بها، وإحدى هذه الجراحات هي عملية تحويل المسار التي تساعد في فقدان الوزن، إضافة إلى علاج بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة كمرض السكري من النوع الثاني.
ولكن ما قد لا يعرفه البعض هو أن عملية تحويل المسار نفسها تنقسم إلى نوعين، وهما التحويل الكلاسيكي، والتحويل المصغر، ويحدد الطبيب الخيار الجراحي الأنسب بناء على حالتك، وفي هذا المقال، سنتعرف على الفرق بين عملية تحويل المسار الكلاسيكي والمصغر.
عملية تحويل المسار الكلاسيكي
عملية تحويل المسار الكلاسيكي -كما يوحي اسمها- هي النوع التقليدي والأقدم من عمليات تحويل مسار المعدة، ويوضح الدكتور محمد مطر -استشاري جراحات السمنة والمناظير- قيام فكرتها على تقسيم المعدة إلى جزئين، جزء علوي صغير في حجم البيضة تقريبًا، والجزء الآخر كبير (باقي المعدة)، ثم تدبيس الجزء العلوي ليصبح هو المعدة الجديدة، ثم يتم ربطه بالأمعاء بعد تجاوز الجزء العلوي منها، وبهذه الطريقة تقل قدرة الجسم على تناول كميات كبيرة من الطعام وتقل قدرته على الامتصاص كذلك، مما يساعد على فقدان الوزن.
مميزات عملية تحويل المسار الكلاسيكي
كجراحة للسمنة، فإن الفائدة الأولى والأهم لعملية تحويل المسار الكلاسيكي هي فقدان الوزن الزائد بنسبة تصل إلى 70%، ويحدث ذلك بآليتين هما:
- تقييد كمية الطعام الذي تحتفظ به المعدة: فبعد الخضوع لعملية تحويل المسار الكلاسيكي يدخل الطعام إلى جيب المعدة الصغير، ثم ينقل إلى الأمعاء مما يحفز الشعور بالشبع سريعًا.
- الحد من الامتصاص: يقل الوقت الذي يقضيه الطعام في المعدة والأمعاء مما يقلل من وقت الامتصاص، وبالتالي من السعرات الحرارية المستخلصة من الطعام، مما يساعد كذلك على فقدان الوزن.
عيوب عملية تحويل المسار الكلاسيكي
لا تخلو عملية تحويل المسار الكلاسيكي من العيوب والمخاطر، فبجانب المخاطر العامة المرتبطة بأي نوع جراحة كالتخدير والإصابة بالعدوى، توجد بعض العيوب المرتبطة بتحويل المسار الكلاسيكي، وتشمل ما يلي:
- سوء التغذية: فعلى الرغم من أن تقليل الامتصاص يساعد على إنقاص الوزن كما ذكرنا، إلا أنه يحرم الجسم من العديد من الفيتامينات والمعادن التي يحصل عليها من الطعام، ولهذا السبب تحديدًا، قد يحتاج المريض إلى تناول المكملات الغذائية والفيتامينات مدى الحياة.
- تستغرق العملية وقتًا أطول: مما يجعلها أقل أمانًا مقارنة بتحويل المسار المصغر.
- لا يمكن إرجاع المعدة للحجم الأصلي بسبب كثرة عدد الوصلات بين المعدة والأمعاء على عكس تحويل المسار المصغر.
عملية تحويل المسار المصغر
تعتمد فكرة تحويل المسار المصغر على نفس فكرة تحويل مسار المعدة الكلاسيكي، وتؤدي تقريبًا إلى نفس النتائج، لكن الفرق بين عملية تحويل المسار الكلاسيكي والمصغر هو اعتبار عملية تحويل المسار المصغر الشكل المطور من الإجراء التقليدي، إذ يعتمد على إنشاء عدد وصلات أقل بين جيب المعدة الصغير والأمعاء، مما يقلل من مضاعفات الجراحة الكلاسيكية، وكذلك يقلل من الوقت المستغرق في العملية.
وإضافة إلى ذلك، فإن قلة عدد الوصلات في عملية تحويل المسار المصغر يجعلها قابلة للتعديل بسهولة، ويمكن إرجاع المعدة للحجم الأصلي، على عكس تحويل المسار الكلاسيكي الذي يجعل التعديل أكثر تعقيدًا، وربما مستحيلًا.
مميزات عملية تحويل المسار المصغر
تشترك عملية تحويل المسار المصغر مع الكلاسيكي في مميزاته، إلا أنه نظرًا لكون تحويل المسار المصغر إجراءً مطورًا عن الكلاسيكي فإن يزيد عنه بالمميزات التالية:
- انخفاض خطر حدوث المضاعفات.
- التعافي صورة أسرع مقارنة بالإجراء الكلاسيكي.
- إمكانية الرجوع في العملية، وإرجاع المعدة للحجم الأصلي.
عيوب عملية تحويل المسار المصغر
تعتمد عملية تحويل المسار المصغر على نفس فكرة تحويل المسار الكلاسيكي، ولذا فإن العيوب المرتبطة بسوء التغذية مشتركة بين الجراحتين.
الفرق بين عملية تحويل المسار الكلاسيكي والمصغر
بناء على ما سبق ذكره، يمكننا توضيح الفرق بين عملية تحويل المسار الكلاسيكي والمصغر في الجدول التالي:
تحويل المسار المصغر | تحويل المسار الكلاسيكي | |
الوقت المستغرق في العملية | أقل من ساعتين | من ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات |
درجة الصعوبة | أبسط | أكثر تعقيدًا |
الأمان | أكثر أمانًا | أخطر |
نسبة فقدان الوزن | حتى 70% | حتى 70% |
عدد الوصلات بين المعدة والأمعاء | وصلة واحدة | وصلتين |
نسبة حدوث المضاعفات | أقل | أكثر |
أسباب إجراء عملية تحويل المسار بنوعيها
بعد أن تعرفنا على الفرق بين عملية تحويل المسار الكلاسيكي والمصغر، إليكم أبرز الأسباب لإجراء هذه الجراحة:
- السمنة المفرطة بصورة تؤثر على جودة الحياة.
- فشل الطرق التقليدية في فقدان الوزن كالحميات الغذائية وممارسة الرياضة.
- المعاناة من الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- أمراض القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكوليسترول.
- انقطاع النفس النومي.
- آلام المفاصل نتيجة الوزن الزائد.
- آلام العمود الفقري.
المرشحون لجراحة تحويل مسار المعدة
تعد جراحة تحويل مسار المعدة بنوعيها خيارًا جيدًا لكل ممن يلي:
- مرضى السمنة المفرطة ممن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 40.
- مرضى السمنة ممن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 35، ويعانون من أمراض مزمنة مصاحبة للسمنة من الأمراض السالف ذكرها.
- مدمني السكريات.
- مرضى السمنة الذين يعانون من ارتجاع المريء المزمن.
في جميع الأحوال يجري الطبيب فحصًا شاملًا للمريض، ويحدد بعدها ما إذا كانت جراحة تحويل المسار مناسبة له أم لا.
نصائح بعد عملية تحويل المسار
لا تختلف الإجراءات والنصائح المتبعة بعد عملية تحويل المسار سواء كانت الكلاسيكي أم المصغر، ففي الحالتين يقيم المريض في المستشفى لمدة ليلة أو ليلتين لتلقي الرعاية اللازمة بعد الجراحة، والتأكد من عملياته الحيوية، ومن الضروري في هذه المرحلة اتباع تعليمات الطبيب للوصول للنتائج المرجوة وتقليل خطر حدوث المضاعفات، وفيما يلي يوضح لنا الأستاذ الدكتور محمد مطر أهم النصائح أثناء فترة التعافي بعد العملية:
- تناول مسكنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب للحد من الألم بعد العملية.
- الاهتمام بشرب الماء بانتظام خصوصًا في الأيام الأولى بعد الجراحة لتجنب التعرض لخطر الجفاف.
- الالتزام بالنظام الغذائي الموصوف من قبل الطبيب.
- تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية الموصوفة لتجنب التعرض لسوء التغذية الناجم عن نقص الامتصاص.