اكتسبت عملية تحويل المسار شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة بفضل نتائجها الممتازة في فقدان الوزن، وإضافة إلى مساهمتها في علاج الأمراض المصاحبة للسمنة مثل السكري من النوع الثاني، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وارتفاع ضغط الدم، وفي هذا المقال، سنتحدث بالتفصيل عن هذه العملية، وأنواعها، والأشخاص المرشحين لها، ومضاعفاتها المحتملة.

ما هي عملية تحويل المسار؟

 

يوضح الأستاذ الدكتور محمد مطر -استشاري جراحات السمنة والمناظير- اعتماد فكرة عملية تحويل المسار على تقليص حجم المعدة بحيث تستقبل كمية أقل من الطعام، ثم إعادة توصيلها بالأمعاء الدقيقة بعد تجاوز جزء كبير منها، بحيث يساهم
ذلك في تقليل الامتصاص مما يساعد على فقدان الوزن بصورة أسرع.

وهناك نوعين من عملية تحويل المسار وهما: عملية تحويل المسار الكلاسيكي، وعملية تحويل المسار المصغر، وفيما يلي أهم المعلومات عنهما:

 

عملية تحويل المسار الكلاسيكي

تحويل المسار الكلاسيكي هو الشكل التقليدي لجراحة تحويل المسار، وفيها يقوم الجراح بفصل الجزء العلوي من المعدة بحيث يقل حجم المعدة إلى حجم ثمرة الجوز تقريبًا (وتسمى بالجيب أو الحقيبة)، ثم يربطها بالأمعاء الدقيقة بعد تجاوز الجزء العلوي بحوالي مترين، وبهذا تقل نسبة امتصاص الطعام داخل الجهاز الهضمي.

 

تحويل المسار المصغر

تعتبر عملية تحويل المسار المصغر الشكل المطور من تحويل المسار الكلاسيكي، إذ تعتبر نفس الفكرة تقريبًا، ولكنها بعدد وصلات أقل بين المعدة والأمعاء، مما يقلل من خطر الإصابة بالمضاعفات، كما يمكن الرجوع فيها بعد ذلك.

من هم الأشخاص المرشحون لعملية تحويل المسار؟


تعتبر عملية تحويل المسار مناسبة لكل مما يلي:

 

  • مرضى السمنة المفرطة ممن يعلو مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 40.
  • مرضى السمنة ممن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 35 ويعانون من أمراض مزمنة مصاحبة للسمنة كالسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض الأخرى.
  • مدمني السكريات، ومن يعانون من ارتجاع المريء المزمن.
  • إذا كان لدى المريض الاستعداد الكامل لإجراء تغييرات جذرية في نمط حياته وعاداته الغذائية.

 – 

مميزات عملية تحويل المسار

 

تعد عملية تحويل مسار المعدة واحدة من أنجح جراحات السمنة المفرطة، وتتميز بما يلي:

  • تساعد على فقدان ما يصل إلى 70 – 85% من الوزن الزائد خلال السنة الأولى بعد الجراحة، وبالتالي التخلص من المشاكل المصاحبة للسمنة مثل اللهاث من أقل مجهود، وآلام الظهر والمفاصل.
  • تصغير حجم المعدة بحيث تستقبل كميات صغيرة من الطعام، والحد من الامتصاص مما يقلل من السعرات الحرارية الداخلة إلى المعدة مما يساهم في فقدان الوزن في وقت مثالي.
  • ذات دور بارز في الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني.
  • تحسين حالة المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول. 

مضاعفات عملية تحويل المسار

 

هناك بعض المضاعفات المحتملة لعملية تحويل المسار، فهي مثل أي عملية جراحية أخرى تحمل خطر النزيف، أو الجلطات، أو الإصابة بالعدوى، ومضاعفات التخدير، أما بخصوص مضاعفات هذا النوع من العمليات فقد يتضمن ما يلي:

  • نقص الفيتامينات والمعادن بسبب الحد من عملية الامتصاص، لذا كان من الضروري تناول المريض المكملات الغذائية بعد العملية.
  • احتمالية حدوث تسريب للمعدة بعد العملية (بنسبة 1%) لذلك يتم عمل اختبار تسريب بعد  الجراحة للتأكد من عدم حدوث أي تسريب.
  • متلازمة الإغراق بعد تناول الطعام.
  • ارتجاع المرئ بعد عملية تحويل المسار، وهو أمر شائع بعد جراحات السمنة لكن عادة ما تتحسن أعراضه مع الوقت. 

نصائح بعد عملية تحويل المسار

 

يقيم المريض في المستشفى لمدة ليلة أو ليلتين لتلقي الرعاية اللازمة بعد الجراحة والتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وفيما يلي يوضح لنا الأستاذ الدكتور محمد مطر أهم النصائح أثناء فترة التعافي بعد العملية:

  • الالتزام بتناول مسكنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب للحد من الألم بعد العملية.
  • الاهتمام بشرب الماء بانتظام خصوصًا في الأيام الأولى بعد الجراحة لتجنب التعرض لخطر الجفاف.
  • الالتزام بالنظام الغذائي الموصوف بعد العملية.
  • الالتزام بتناول الفيتامينات المتعددة والمكملات الغذائية الموصوفة لتجنب التعرض لسوء التغذية الناجم عن نقص الامتصاص. 

الأكل بعد عملية تحويل المسار

 

تتغير طريقة معالجة الجهاز الهضمي للطعام بعد الخضوع لعملية تحويل المسار سواء المصغر أو الكلاسيكي، مما يتطلب ضرورة الالتزام بالنظام الغذائي الذي يصفه الطبيب بدقة لتفادي حدوث أي مشاكل.

في الأيام الأولى بعد العملية سيكون على المريض تناول الأطعمة السائلة فقط، ثم بعدها يتم التحول تدريجيًا إلى الأطعمة المهروسة، وفي خلال عدة أسابيع يمكنه التحول إلى الأطعمة الصلبة بصورة تدريجية، وسيناقشك الطبيب في الأطعمة المناسبة لك وفقًا لكل مرحلة بعد الجراحة.

لا شك أن التخلص من السمنة هدف يسعى له كل من يعاني منها، وتعد عملية تحويل المسار أحد المفاتيح التي تساهم في فتح أبواب حياة أكثر صحية، وكل ما تبقى لك، هو السعي في هذا الطريق والصبر إلى أن تصل إلى هدفك. اتخذ أول خطوة الآن، وتواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا.

للتواصل مع دكتور محمد مطر